تفيق يوماً فإذا وحدة القياس في الصداقات «نصف قرن ويزيد». وتكثر في هذه الآونة الاحتفالات بهذه المناسبة التي لا تتكرر دائماً. وصدف أنني التزمت حضور دعوة معرض الكتاب في جدة، والمشاركة في تكريم الصديق رمزي علم الدين في بلدته بعقلين، في وقت واحد. ولم أرد أن أخلف؛ خصوصاً أن المشاركين الآخرين في الندوة: الوزيران مروان حمادة ومحمد المشنوق، من فئة «نصف قرن ويزيد»، أو بالأحرى «ما يفيض» بالنسبة إلى مروان.
إقرأ أيضاً :
التعليم تعلنها رسمياً الدراسة في رمضان عن بعد بهذا الشرط فقطبالفيديو: مرض نادر يشوه وجه روان بنت حسينفيديو جريء لنور الغندور في دبي يشعل السخط في السعوديةالموارد البشرية تعلن رسمياً عن تعديل طريقة احتساب البدلات ضمن الأجور في المملكةبالفيديو: شاعر سعودي يرمي الأخر بالحذاء على وجهه بسبب بيت من قصيدةفيديو جديد يكشف عن حجم الدمار المهول في تل أبيب بسبب صواريخ القساموهكذا ترتب عليّ أن أسافر إلى جدة وأعود إلى بيروت وأصعد إلى جبال بعقلين، ثم أعود إلى جدة، خلال أربعة أيام. ونصف قرن. وقد اعتدت في الماضي النوم في أي رحلة تتجاوز نصف ساعة. والآن أيها وحدة القياس. ويبدو أنني في الرحلة من جدة إلى بيروت غفوت قبل الإقلاع، فلم يسعدني تأمل وجوه المضيفات. وعندما دخلت الطائرة المسافرة إلى جدة بعد يومين، رأيت على وجه المضيفة التي تستقبلني دهشة رائعة: ألستَ حضرتك المسافر النائم قبل يومين؟ قلت لها إنني سوف أكمل النوم الآن بسبب ما حل بي من صعود وهبوط بين جبال لبنان والبحر الأحمر، لكن المناسبة تستحق المشقة. إن بعقلين معرض دائم للكتب والكتّاب والشعراء، وآخرها كتاب رمزي «حكي جالس» - (دار نلسون).
وقد اشتهر لبنان عبر العقود بالبلدات والعائلات الأدبية: المعالفة في زحلة، اليازجيون في كفرشيما، البساتنة في الدبية... إلى آخره. لكن بعقلين فاقت بأعداد؛ الأدباء والسفراء والشعراء، جميع البلدات والعائلات معاً، ومنهم أخوال رمزي، سعيد تقي الدين وخليل ومنير ورياض وأمين... ومَن قد فاتنا تذكره. وعندما قررت أمل، ابنة رمزي وجوهرة العائلة، دراسة الحقوق؛ فقد كان ذلك من ضمن تقليد قديم، أو «ALL IN THE FAMILY» كما قلت في مداخلتي.
في حين يلمع اسم أمل وجورج كلوني حول العالم، حرص والدها على أن يكون تكريمه في البلدة المنبت. وكما كان خاله سعيد يزرع الدنيا من حوله سخرية ودعابات وخفة ظل، فهكذا عرفنا رمزي «منذ 50 عاماً، أو يزيد». وهكذا أيضاً كتابه الذي يؤرخ لمرحلة زاهية عاشها لبنان، ويصدر في أكثر المراحل حلكة وقتوماً وقنوطاً.
ما بين بعقلين وجدة رحلة أربعة أيام. جبال خضراء وأودية أكثر اخضراراً. في الوصول إلى بيروت والعودة إلى جدة، هبطت الليرة هبوطاً مُبكياً. أعرف ذلك من تعرفة الحمالين. في الماضي كنت تدفع عشر ليرات بقشيشاً إذا كنت «خواجا». الآن تدفع 300 ألف ليرة، فيتطلع الحمّال إليك بنظرة معناها: «ألم تبلّغ سعر الصرف؟». خلال أربعة أيام يصبح لبنان أكثر بؤساً. فكيف بعد خمسة؟ فكيف بعد... بعد؟
إقرأ أيضاً :
بالفيديو: مراهق يمسك أميرة من العائلة المالكة من منطقة حساسة ففاجأته بردت فعلهاسعودية حسناء تشعل المملكة وتطلب عريس وستدفع له ربع مليون ريال فوريةشاهد: شقيقة رهف القحطاني تتفوق عليها في الفجورأمن السعودية يكشف تفاصيل تفكيك خلية من افراد الحرس الوطني وتكشف عن مخططهم القذرجميع الحقوق محفوظة لموقع صوت الوطن
نرحب بتواصلكم مع موقع صوت الوطن عبر التواصل معنا من خلال صفحتنا في فيسبوك من هــنــا
تابعونا ايضاً من خلال الاطلاع على جديد اخبارنا في صفحة Google News عبر الضغط هنا