فايز الشهري

فايز الشهري

كأس العالم والقوة السعودية الناعمة

مقالات الرأي Saturday 10 December 2022 الساعة 11:31 pm

تقدّم المنتخب السعودي في منافسات كأس العالم 2022 بصورة مذهلة أشعلت الحماس ليس في المملكة فقط وإنما لدى شعوب العالم، مئات الملايين من مختلف الألوان واللغات شاهدوا المباراة الاستثنائيّة التي حقّق فيها المنتخب السعودي فوزه التاريخي على المنتخب الأرجنتيني الذي شارك في جميع نهائيات كأس العالم لكرة القدم (وأولها عام 1930م) عدا أربعة مواسم، وحصل عليه مرتين واحتل المركز الثاني ثلاث مرات، أما المنتخب البولندي فوصل إلى نهائيات كأس العالم تسع مرات (كانت الأولى في فرنسا عام 1938) وحلّ في المرتبة الثالثة في نهائياته مرتين، إن المكاسب السعوديّة التي تحقّقت من الفوز بالمباراة الأولى والأداء القوي في المباراة الثانية تتجاوز كرة القدم إلى تفعيل مكامن القوّة الناعمة على المسرح الدولي.


ويعرف المتخّصصون في الاتصال أنّ كرة القدم (بشكل خاص) طالما ظهرت بل واستُخدمت كأداة للقوّة الناعمة بوصفها ذات تأثير شعبي عالمي في مجال ممارسة التأثير المباشر، وهذا ما فعلته وتفعله الصين وروسيا في المضمار الرياضي سواء من حيث الاستثمار في المواهب الرياضيّة الوطنيّة، أو استضافة المسابقات الدوليّة. على سبيل المثال أطلقت الصين في أبريل 2016، "خطة تطوير كرة القدم على المدى المتوسط والطويل (2016 - 2050)" بهدف جعل الصين قوّة عظمى في كرة القدم يعرفها الناس في جميع أنحاء العالم. نعم الرياضة تساعد الدول في بناء الصورة وفي اكتساب القوّة الدبلوماسيّة، مما لا شك فيه أنّ شعبيّة (وعالميّة) الأحداث الرياضيّة الكبرى توفر وسائل إيجابيّة مؤثرة لعرض ثقافة الدول وقيمها وقدرتها.


ويدرك الغربيون قبل غيرهم أهميّة منافسات كأس العالم ولهذا لم يستطيعوا تجاوز متلازمة الغيرة من دولة صغيرة مثل قطر حين أخذت هذا الحجم الواسع من الانتباه العالمي، وكان أن شهدنا ونشاهد محاولات التشويش بالهجوم الإعلامي على قطر ولم يشفع لها أنها الحليف الأكثر قرباً من الناتو في المنطقة، ورأينا كيف خرج بعض الغربيين الحاضرين في الدوحة سواء من الجمهور أو اللاعبين بحيل ساذجة تظهر خيبة أملهم وهم يضعون شعارات وإشارات الشواذ، وهي مكائد صبيانية لم يسلم منها حتى مسؤولي حكومات غربيّة مثلما فعلته وزيرتا الداخليّة الألمانيّة ووزيرة الخارجيّة البلجيكيّة (حجة لحبيب، وهي من أصول جزائريّة).


إن المشاركة المبهرة لمنتخبنا والحضور المشرّف للجمهور السعودي في مثل هذه المنافسة العالميّة يدخل بقوّة في مفهوم "تسويق الدول" Nation Branding ومعه أيضا تسهم برامج امتلاك فرق كرة قدم عالميّة، وتنظيم المسابقات الأمميّة التي نحتاج إلى المزيد منها ضمن خطط مدروسة، رأينا كيف عصفت مقاطع السعوديين المصوّرة بشاشات الدنيا كلّها بعد المباراتين، هذا هو (مزاج) العالم اليوم وتسويق الصورة بالرياضة مع الثقافة والفنّ أكثر الطرق فعاليّة للوصول إلى الشعوب دون وسيط يُملي أجنداته.


قال ومضى:

لا تحتاج الصورة الجميلة سوى إطار يليق بها..


نقلاً عن "الرياض"


جميع الحقوق محفوظة لموقع صوت الوطن

نرحب بتواصلكم مع موقع صوت الوطن عبر التواصل معنا من خلال صفحتنا في فيسبوك من هــنــا

تابعونا ايضاً من خلال الاطلاع على جديد اخبارنا في صفحة Google News عبر الضغط هنا

تويتر المزيد